أشارت دراسة اجتماعية حديثة من جامعة ميامي الأمريكية إلي أن المرأة المتعلمة والتي تنتمي الي مجتمعات متحضرة بدأت تتجه الي التخلي عن احدي صفاتها الأساسية وهي الثرثرة بعد أن اكتشفت بالتجربة والاطلاع علي آراء المتخصصين والدراسات الاجتماعية ان قلة الكلام والصمت أحيانا يزيدها قوة وجاذبية أحيانا.
وتذهب الدراسة إلي أن الرجل يفضل السيدة الغامضة قليلة التعبير عن مشاعرها لأنها تثير اهتمامه بشكل أكبر بالإضافة إلي إحساسه بالثقة بها فيبوح لها بجميع أسراره.
يختلف دكتور طارق عكاشة أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس في حديثه مع صحيفة "الأهرام" المصرية مع ما جاء في الدراسة، موضحا أن هناك اختلافات عديدة بين طبيعة الرجل والمرأة وبالتالي نظرة كل منهما للآخر.. فهناك اختلافات بيولوجية وتشريحية وكذلك اختلافات نفسية والتي يندرج تحتها قدرة حواء علي التعبير اللفظي وبالتالي التعبير عن مشاعرها وآرائها لذلك لا يمكن اعتبار ذلك عيبا يجب معالجته.
ومن المؤكد أن هناك سيدات قليلات الكلام تقابلها رغبة عند بعض الرجال في الحديث طويلا, لكن الغالبية العظمي تنتمي إلي نفس الاتجاه حيث يميل الرجال إلي المنطقية في جميع ردود أفعالهم وحكمهم علي الأمور بينما يقترن المنطق لدي السيدات بالمشاعر مما ينتج عنه توصل العلماء إلي أن المرأة تمتاز عن الرجل بالذكاء علي مستوي اللفظ والأداء.
صمت المرأة قد لا يزيدها جمالا، كما يرى د. عكاشة، بل ربما يجعل الرجل يشكو مما تشكو منه بعض النساء الآن من عدم وجود حوار منتظم وفقدان الرومانسية بسبب قلة كلام الرجل، كما أن اختلاف الاهتمامات والهوايات هو ما يميز الجنسين عن بعضهما بل يمثل عاملا مهما لوجود جاذبية بينهما.. أما الاتجاه العلمي الذي يقدم أمورا مشتركة بين الرجل والمرأة كالملابس الموحدة والوظائف الموحدة قد ينجح أحيانا لكنه لا يناسب السلوكيات بالمرة فالطبيعة النفسية لكل منهما مختلفة بنسبة كبيرة ولا يصح محاولة التماثل فيها.
محاولة التعلم من الأخطاء – يضيف د. عكاشة - التي نقع فيها سلوكيا والتي قد تسبب بعض المشاكل بين آدم وحواء أمر جيد جدا فمن المنطقي أن يجتهد الإنسان للتخلص من عيوبه ويطور من ذاته, لكن محاولة تغيير الشخصية والطبيعة البشرية ومنها ثرثرة النساء ليست عيبا سلوكيا ولكنها أمر مختلف تماما وأي محاولة لتغيير هذه الطبيعة البشرية ونتيجتها غالبا تكون عكسية لأن الصفات الأساسية يمكن تطويعها لتأتي بأفضل النتائج ولا تسبب بعض المشاكل وان الحكم عليها يكون أمرا نسبيا يختلف من شخص لأخر لأن ما يراه شخص ما ميزة قد يراه غيره عيبا.[center]